تُعدّ محطة المعالجة في شركة فولاد كوير واحدة من أكثر الوحدات الصناعية تطورًا في مجال معالجة مياه الصرف في إيران، إذ جرى تصميمها وتشغيلها بهدف توفير إمدادات مائية مستدامة لخطوط الإنتاج. وتعتمد هذه المنشأة على تقنيات حديثة لتحويل مياه الصرف البلدية إلى مياه عالية الجودة صالحة للاستخدام في العمليات الصناعية، بما يُلغي الحاجة إلى استخراج المياه الجوفية.

ومن أبرز ما يميّز هذه المحطة نظام رصد السُمّية المُثبت عند نقطة دخول مياه الصرف، حيث تتصل شبكة الصرف الصحي لمدينة كاشان بالمنشأة. ويعتمد هذا النظام على التكنولوجيا الحيوية والبكتيريا المضيئة حيويًا لمراقبة جودة المياه الداخلة بشكل مستمر وفوري.

وتقوم آلية عمل هذا النظام على الاستجابة البيولوجية لهذه البكتيريا. ففي الظروف الطبيعية، تنتج البكتيريا المضيئة إنزيمًا يُعرف باسم «لوسيفيراز»، يمكّنها من إصدار الضوء. وعندما تكون المياه الداخلة خالية من المواد السامة، يبقى الضوء البكتيري ثابتًا. أمّا في حال وجود معادن ثقيلة أو ملوّثات غير اعتيادية مثل الدم، أو النفايات الكيميائية، أو المخلفات الصناعية، فإن عملية الأيض لدى البكتيريا تتعطّل وينطفئ الضوء. ويُعدّ هذا الانطفاء إشارة تحذير بيولوجية تدفع النظام إلى تغيير مسار تدفّق المياه ومنع دخول المياه الملوّثة إلى مراحل المعالجة اللاحقة.

ولا يقتصر دور هذا النظام الوقائي على حماية الكائنات الحية الدقيقة الفعّالة والضرورية لعملية المعالجة من التضرر فحسب، بل يضمن أيضًا عدم وصول أي مواد غير متوافقة إلى المحطة، نظرًا لأن المنشأة مصمّمة خصيصًا لمعالجة مياه الصرف، وأن إدخال أي عناصر غريبة قد يؤثر سلبًا في أدائها.

ويعكس اعتماد هذه التكنولوجيا توجّه فولاد كوير الشامل نحو التنمية المستدامة، والإدارة الرشيدة للموارد، والابتكار المتقدّم داخل صناعة الصلب.